ولكن قرش الثور ليس هو النوع الوحيد الذي يهاجم الإنسان فهناك أنواع أخرى تهاجمنا مثل القرش الرمادي والقرش الأزرق وقرش النمر ورأس المطرقة .
واكثر الأنواع شراسة في الهجوم هو القرش الأبيض الكبير حتى أن الضحية لا تنجو من قبضته في حين أنها قد تستطيع النجاة إذا هاجمها قرش الثور.
وعندما يتهيأ القرش الأبيض للهجوم على فريسته فإنه يقوس ظهره ويرفع رأسة للخلف حتى يكون الفم والأسنان في افضل وضع للإفتراس كما أنة يحرك الذيل بقوة تمهيدا للمطاردة المتوقعة .
ويعتقد الخبراء من تحليلاتهم للحوادث التي ترتكبها القروش أن هجوم القرش على الغواصين في المياه العميقة يكون غالبا بطريق الخطأ إذ يتصور القرش أن الإنسان بملابس الغوص هو سبع البحر أو عجل البحر وهما من فرائسة المفضلة .
أما إذا كان الهجوم عند سطح الماء فهو ينتج غالبا من إثارة الإنسان لسمكة القرش وجميع أنواع القروش تكون شديدة الخطورة عند إثارتها . ومع هذا فربما تطمئن قلوبنا عندما نعرف أن جميع الأنواع العدوانية من القروش تفضل الإبتعاد عن بيئة الإنسان ونادرا ما تقترب من المناطق المأهولة ...
البيئة الصالحة لحياة القروش
تعيش اسماك القرش في مختلف البيئات المائية في جميع أنحاء العالم فهي تعيش في البحار والمحيطات وفي الأنهار والبحيرات العذبة وخصوصا في المناطق الدافئة . بعض القروش قرب سطح الماء وتتردد على المياه الضحلة وهي التي تهاجم الإنسان مثل القرش الأبيض الكبير . بينما تفضل أنواع أخرى أن تعيش في المياة العميقة الباردة مثل القرش القزم وهناك أنواع تعيش عند القاع مثل قرش الملاك وقرش الاسد المخطط وهي ذات أجسام مفلطحة خادعة تمكنها من التموية على الفرائس بالإختفاء تحت رمال القاع.
وبعض أنواع القروش ترتحل من مواطنها وتقطع كيلومترات عديدة حتى تصل إلى المياه العذبة في الأنهار ومنها قرش الثور الذي يتردد على نهر الامازون في البرازيل ونهر الميسيسيبي في الولايات المتحدة . وتعيش بعض القروش في المياه الدافئة مثل قرش النمر وقرش رأس المطرقة وهناك أنواع تفضل العيش في المياه المعتدلة بين الدفء والبرودة مثل القرش الأزرق وأنواع لا تغادر المياه الباردة مثل قرش جرينلاند .
وبعض أنواع القروش لا تغادر مواطنها وتقضي حياتها في نفس المنطقة وهناك أنواع أخرى ترتحل في أنحاء البحار والمحيطات وتهاجر من مكان لآخر فتقطع في هجرتها مئات الكيلومترات ...
هجرة اسماك القرش
مثلما تفعل أنواع من الأسماك العظيمة تهاجر بعض الأنواع من اسماك القرش فترتحل عبر البحار والمحيطات أو تسعى إلى المياه العذبة في الأنهار والبحيرات .
ويمكن تقسيم اسماك القرش تبعا لأنماط الهجرة إلى ثلاث مجموعات :
أولا: قروش تهاجر هجرة محلية فهي لا تهاجر بالفعل وانما تسبح مئات الكيلومترات وفي منطقة واحدة مثل قرش الثور الذي يعيش في المحيط الأطلسي ويرتحل طلبا للمياه العذبة في الأنهار الأمريكية .
ثانيا: قروش تهاجر هجرة ساحلية وكثيرا ما تهاجر إلى مسافات بعيدة قد تصل إلى ألف وستمائة كيلومتر مثلما يفعل قرش النمر .
ثالثا : قروش تهاجر هجرة حرة وتستطيع هذه الأنواع في هجرتها أن تعبر المحيطات الشاسعة مثل القرش الأزرق ...
تطور اسماك القرش وأجيالها المتعاقبة
ظهرت اسماك القرش في الماء منذ اكثر من ثلاثمائة وخمسين مليون سنة أي قبل ظهور الديناصورات بنحو مائة مليون سنة فوجود اسماك القرش على هذه الأرض يسبق وجود الإنسان بمئات الملايين من السنين .
وتبين الحفريات التي عثر عليها أن القرش البدائي الذي يعرف بإسم( كلادودنتيس ) عاش منذ اكثر من ثلاثمائة وخمسين مليون سنة كان طولة نحو متر واحد وكان له صفان من الأسنان المدببة وكان يعتمد في حياتة على صيد الأسماك الأخرى.
وفي العصر الجوارسي منذ نحو مائة وخمسين مليون سنة عاشت أنواع أخرى من القروش وكان ذلك في عصر الديناصورات العملاقة مثل ديناصور براكيوسوروس.
وقد انقرضت أنواع من القروش على مر العصور ومن هذه الأنواع البائدة تسمى
( ميجالودن) عاش منذ نحو مليونين وخمسمائة ألف سنة ثم اختفى بعد مليون سنة من ظهوره ووصل طوله إلي اثنى عشر مترا.
ومعظم الحفريات التي وجدت لأسماك القرش كانت تقتصر على الأسنان فهي اكثر أعضاء القرش صلابة وقوة وبالتالي فقد تحملت الظروف البيئية المتغيرة عبر العصور أما الغضاريف المكونة لهياكل القروش فهي لم تتحمل هذه التغييرات ولهذا فنيت واندثرت ولم يبق لنا من حفريات القروش غير الأسنان .
وبعد إجراء بعض الحسابات العلمية على الحفريات أمكن التعرف على أحجام القروش المنقرضة بل وعلى أشكالها أيضا حتى إذا كانت الحفريات في معظمها من الأسنان...