عبد الحميد بطل من الجزائر و مدير بسيط
عدد الرسائل : 583 العمر : 43 أعلام الدول : -- المهن -- : -- أوسمة -- : السٌّمعَة : 0 نقاط : 266 تاريخ التسجيل : 13/12/2008
| |
عبد الحميد بطل من الجزائر و مدير بسيط
عدد الرسائل : 583 العمر : 43 أعلام الدول : -- المهن -- : -- أوسمة -- : السٌّمعَة : 0 نقاط : 266 تاريخ التسجيل : 13/12/2008
| موضوع: رد: شيعة السعودية.. ومأزق الاتجاه الأربعاء 18 مارس - 22:39 | |
|
الشرط الثاني وجود قضية عامة مشتركة بين جميع اللبنانيين، وهي مقاومة إسرائيل التي تسيطر على جزء من الأرض اللبنانية وتضرب جنوبه بقذائف الطائرات والمدفعية. إن وجود إسرائيل أتاح الفرصة لحسن نصر الله أن يرفع شعارا عاما وهو مقاومة إسرائيل وتحرير التراب اللبناني.
وهذا الشعار جعل كثيرين من الشعب يتعاطفون مع الحزب وأعطى نصر الله بعدا وطنيا في قيادته خرج به من الزاوية الطائفية الضيقة. وهذا المشترك العام تفتقده معظم قيادات الأقليات في المنطقة. إن أي قائد يستمد جزءا من قيمته وتأثيره من التأييد له، وإذا كان جاء من أقلية نسبتها في مجموع السكان لا تزيد عن خمسة في المائة فإن قيمته سوف تكون في هذه الحدود مع الأخذ في الاعتبار أن الذين يحصلون على إجماع طائفي قلة وأما إذا جاء من أكثرية نسبتها سبعون في المائة من مجموع السكان فإن قيمته ربما فاقت تلك النسبة لأن الأقليات الأخرى ربما أيدته لما ترجوه من تحقيقه مصالحها.
والواقع يشهد أن الأقليات تعطي تأييدها لزعماء الأكثرية ومن النادر أن يقع العكس فتختار الأكثرية قائدا من الأقلية تمنحه تأييدها إلا إذا طور خطابه ونأى بنفسه عن أن يوصم بأنه ممثل لأقلية -- أيا كانت هذه الأقلية.
حسن نصر الله خرج من حرب تموز 2006 بطلا إسلاميا وتعاطف معه اللبنانيون ولكن انشرخت الصورة بل تمزقت بعد الحرب مباشرة حينما اجتاح الحزب بيروت وتعامل مع السنة بروح طائفية فانفض عنه من أيده وزهد فيه من ناصره وتعاطف معه، وكما منحت حرب تموز حزب الله وقائده بعدا شعبيا واسعا فاجتياح بيروت نزع ذلك منه وأصبح حزبا طائفيا يمثل أقلية من ضمن الأقليات اللبنانية.
إن تجربة حزب الله لايمكن استنساخها في السعودية بل سوف يكون لها آثار عكسية مدمرة على الطائفة الشيعية لأن كلا الشرطين السابقين غير موجودين في السعودية، فالحكومة المركزية لازالت قوية والأقلية الشيعية لم تطور خطابا مشتركا مع الأكثرية السنية فتجد تعاطفا من الأكثرية، بل إن مفردات خطابها ترسخ البعد الطائفي.
ومن حاول من قياداتهم أن يضيف بعدا مشتركا فشل في أن يقنع الطرف السني بموقفه كما فشل في التعاطي مع القضايا العامة التي يكون السنة أحد أطرافها، ومن الأمثلة ماتعرض له السنة في العراق من قتل على الهوية والهجوم الذي شنه بعض الشيعة على القرضاوي. في كلا الحدثين لم نجد لزعماء الشيعة في الداخل موقفا واضحا يدين الظلم بل رأينا تأييدا من بعضهم للهجوم على القرضاوي وصمتا إزاء ماتعرض له السنة في العراق.
الشيعة في السعودية لايمثلون أكثر من خمسة في المائة من مجموع السكان، وهم مع ذلك ليسوا كتلة واحدة فهم منقسمون مذهبيا فشيعة الأحساء غير شيعة القطيف كما هناك أيضا اختلافات بينهم في المراجع التي يقلدونها وتنوع في الانتماء الحزبي يمنع اللقاء بينهم لتباين المصالح والرؤى.
والمطالب التي رفعها الشيعة في الأحداث الأخيرة في البقيع لايراها السنة مطالب شيعية بقدر مايرونها اعتداء على عقائدهم وانتهاكا لحقوقهم ثم هي انتهاك لنظام الدولة التي يعيشون فيها. والأقلية - أي أقلية - تستطيع أن تطالب بماهو خاص بها وأي طلب لها يمثل تعديا على حقوق الأكثرية لايمكن أن يستجاب له لأن الاستجابة له وهن في الدولة واعتداء على الأكثرية. والدولة – أي دولة – لايمكن أن تستجيب لمطالب خمسة في المائة وتفرط في حقوق خمسة وتسعين في المائة من شعبها.
وهناك عدد من زعماء الشيعة ومثقفيهم يمدون أيديهم إلى السنة ويحاولون الظهور بمظهر المعتدل الذي ينأى بنفسه عن الطائفية، بل بعضهم كتب منظرا للوحدة ومنافحا عنها ومثمنا قيم الحوار ولكنهم في الممارسة لم يكونوا يختلفون عن أولئك الذين يوقدون نار الطائفية. وهذا يعطي انطباعا بأن هناك خطابين: خطاب خاص بالطائفة وخطاب للتسويق الخارجي. والخطاب المزدوج ربما يخدمهم فترة مؤقتة إلا أنه ليس من مصلحة الطائفة الشيعية لأنه يزيد من انغلاقها على نفسها، وانغلاقها على نفسها سوف يكون عقبة في طريق أولئك المجددين الذين يريدون أن يكونونا شيئا مذكورا في تاريخ الطائفة.
والأولى منه أن يسعى هؤلاء بما يزيد الاندماج بين الأقلية والأكثرية ويطور أساليب التفاعل السلمي المدني بين أبناء الطائفتين. وهذا لايتفق معه عسكرة الطائفة واستنساخ تجارب ظهرت في مجتمعات أخرى تحت شروط اجتماعية مختلفة عما يعيشه مجتمعهم. إن التحدي الذي يواجههم هو في تطوير رؤية وخطاب يتفق مع الشروط الموضوعية للمجتمع الذي يعيشون فيه، أما مجرد استنساخ التجارب فربما كان مدمرا.
إن عسكرة الأقلية ربما جعلها مرتهنة للقوى الخارجية التي تدعم برنامجها العسكري، وبهذا تصبح محققة لأهداف الداعم الخارجي أكثر مما هي محققة لمصالحها. ولعل الأحداث الأخيرة تؤكد هذا بوضوح، فلما صرح بعض الملالي عن البحرين وأنها مقاطعة إيرانية وأبدت السعودية ومصر استنكارهما لهذا التصريح رأينا تفجيرا في مصر في منطقة الحسين وشغبا في مقبرة البقيع والمسجد النبوي. (المقبوض عليهم في مصر بسبب التفجير شيعة وبعضهم من إيران).
ورأينا ذلك واضحا في العراق فإيران تمد المليشيات الشيعية لتقتل السنة وتمد بعض مليشيات السنة لتقتل الشيعة وكل ذلك من أجل تحقيق الأهداف الإيرانية في العراق.
إذن عسكرة أقلية محدودة قليلة العدد ليس من مصلحتها بل هو مدمر لها، والمؤمل من عقلاء الشيعة ومثقفيها أن يعنوا بمصلحة طائفتهم بعيدا عن التأثير بل التحريض الخارجي. الغزالي عبدالحق
شيعة السعودية.. ومأزق الاتجاه
|
| الغزالي عبدالحق |
| |
|
moussa15 شخصية هامة
عدد الرسائل : 1116 العمر : 31 أعلام الدول : -- المهن -- : -- أوسمة -- : السٌّمعَة : 0 نقاط : 4175 تاريخ التسجيل : 12/02/2009
| موضوع: رد: شيعة السعودية.. ومأزق الاتجاه الأربعاء 13 مايو - 9:52 | |
| | |
|