أجمل ما قيل في الحج
أوجه دعوة صادقة لكن أخواتي الفاضلات و إخواني الأعزاء للمشاركة بأقلامكم النيرة للتعبيرعن عظمة الحج وثوابه وفضله فنحن مقبلون على أيام عظيمة لو وزنت بالدنيا لرجحت عليها فلنشحذ الهمم ونشمر عن السواعد للكتابة عن هذا الركن العظيم.
عظمة الحج
هيأ الله سبحانه وتعالى لعباده بيته الحرام لتذرف عنده دموعهم وتخشع قلوبهم وتلطف بها نفوسهم . يشاهدون المقامات القدسية ويتقربون فيها إلى ربهم مخبتين ، فلا يبقى حاجب يحجبهم عن الله تعالى لقدسية المواقف . فيذكرون ذنوبهم ثم يبكون عليها ندماً وحزناً منيبين خاضعين .
وإن لكل عمل في الحج أثراً في تكميل النفس الإنسانية والتساوي بين الوضيع والشريف . فليس هناك اعتبارات دنيوية ذلك لأن الله جعل المفاضلة بين الناس بالتقوى فحسب ، أي بحسب سمو نفوسهم في حقول التزكية ومجالات التصفية لقوله تعالى { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } على أن في الحج فوائد اجتماعية أيضاً لا تعد ولا تحصى لو استفاد منها المسلمون .
وقد جعل الله المقامات التي يتقرب فيها إليه في مثل مكة وجبالها القاحلة الجرداء لينصرف العبد الى عبادته لا يلهيه الشيطان بزخارف الدنيا وجمالها الخداع .
الحج عظيم فضله خطير أجره ، جزيل ثوابه جليل جزاؤه . وكفاه ما تضمنه من وفود العبد على سيده ونزوله في بيته ومحل ضيافته وأمنه وعلى الكريم إكرام ضيفه وإجارة الملتجيء إلى بيته فعن الصادق عليه السلام (( الحاج والمعتمر وفد الله ، إن سألوه أعطاهم ، وإن دعوه أجابهم ،وإن شفعوا شفعهم وإن سكتوا بدأهم ويعوضون بالدرهم ألف ألف درهم ))
الحج والتكامل
يتكامل الإنسان في الحج لما يراه من مواقف قدسية تذهب الذنوب وتطهر النفوس عندما يوفق إلى حج بيت الله فإن هذه المواقف وما يقرأ فيها من أدعية وما يقوم به الحاج من أعمال تذيب المادية التي تصيب الثري من جراء المادة . فما على الحاج إلا أن يحتفظ بهذا الصفاء الذي منَّ الله به عليه في بيته فلا يلوث نفسه بآثام جديدة ، ليذهب من هذه الدنيا إلى حيث الخلود نقي الثوب طاهر الضمير .
الحج غذاء الروح
طوبى لنفوس خلت بخالقها وناجت ربها بكل خشوع وخضوع معترفة بذنوبها ، مستغفرة عن آثامها نادمة على ما كان منها من بغي وظلم باكية على خطاياها ، راجية رحمة بارئها وحاسبت نفسها حساباً دقيقاً وعدّت ذنوبها وخطاياها وتوجهت إلى الله الرحيم المتعال وشعرت بروحانية فائقة فعرجت إلى عوالم القدس والراحة المطلقة والدعة المتناهية والفرح الكثير وارتياح لا يضاهى فصارت أنها تخف ساعة بعد ساعة عما أثقل الكاهل من ذنوب ذهبت لذاتها وأقامت تبعاتها
قال الإمام الصادق { من أمَّ هذا البيت حاجاً أو معتمراً مبرءاً من الكبر ، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه }
قال رسول الله (ص ) { أيها الناس عليكم بالحج والعمرة فتابعوا بينهما ، فإنهما يغسلان الذنوب كما يغسل الماء الدرن ، وينفيان الفقر كما تنفي النار خبث الحديد }
قال أمير المؤمنين (ع ) { من نظر إلى الكعبة عارفاً بحقها غفر الله له ذنوبه ، وكفي ما أهمَّه }
أوجه دعوة صادقة لكن أخواتي الفاضلات و إخواني الأعزاء للمشاركة بأقلامكم النيرة للتعبيرعن عظمة الحج وثوابه وفضله فنحن مقبلون على أيام عظيمة لو وزنت بالدنيا لرجحت عليها فلنشحذ الهمم ونشمر عن السواعد للكتابة عن هذا الركن العظيم.